حاليا احنا بنحتفل بأعياد الطفولة فى مصر افتكرت أيام المدرسة و حفلة عيد الطفولة اللى كنا بنعملها كل سنة، افتكرت كمان أشرف !!!
أشرف كان طفل فى نفس سنى و ساكن فى نفس المنطقة اللى أنا ساكنة فيها بس للأسف حياته ماكنتش نفس حياتى. أشرف كان ابن بواب العمارة اللى احنا ساكنين فيها طفل جميل وطيب وفى حاله. كنت دايما بأشوفه فى طريقي وانا رايحة أو جاية من المدرسة. بس ده ماكنش طريق مدرسته هو كمان لا ده كان طريق شغله !!!
أيوه أشرف وهو طفل سنه أصغر من 10 سنين كان بيشتغل صبى فى ورشة ميكانيكا. مش قادرة أنسى نظرته للاطفال اللى فى سنه و هم رايحين المدرسة وهو واقف جنب الميكانيكى و هو بيصلح العربية عشان يناوله الحاجات اللى محتاجها. نظرته والدموع فى عينيه والشحم بيخفى ملامح وشه البرئ وهو شايف الأطفال لابسين لبس المدرسة و هو بهدومه اللى يدوبك ساتراه. مش قادرة أنسى لما كان بيحط وشه فى الأرض لما يشوفنى وأشوفه وصاحب الورشة بيضربه أو على الأقل بيشتمه.
يا ترى أشرف فين دلوقتى ولا بيعمل إيه؟ ممكن يكون لسه عامل فى ورشة و متجوز وعنده أطفال يحاول يربيهم و يعلمهم عشان يعوضهم اللى هو اتحرم منه؟
ممكن أشرف بقه صاحب ورشة؟ طب بيعامل صبيانه ازاى؟ بيعاملهم باحترام عشان مايشوفوش اللى هو شافه؟ ولا بيعذبهم عشان يلطع فيهم غلب السنين؟
ممكن أشرف بقه من هتيفة الحزب الوطني (دى كانت شغلانة جامدة اوى أيامها فى المنطقة اللى كنت ساكنة فيها خصوصا أيام الانتخابات كانت أرباحها عالية أوى )؟ أكيد دلوقتى بيدور على الحزب الحاكم الجديد عشان ياكل من وراه عيش.
ممكن أشرف يكون مات أو حصلتله إعاقة زى ما أغلب الأطفال العاملين فى مصر بيحصلهم؟
الاحتمالات كتير أوى بس الأكيد إن أشرف عمره ما عرف معنى الطفولة ولا احتفل بعيد الطفولة. ياريت السنة دى و احنا بنحتفل نفتكر إن فيه 1.6 مليون طفل عامل فى مصر وإن فيه حوالى 2 مليون طفل من أطفال الشوارع بنعتبرهم بلطجية نسينا إنهم أطفال وبنحاسبهم على إنهم فى الشارع مع إن احنا السبب والمفروض احنا اللى نتحاكم عليهم.
كل سنة وأطفال مصر بخير و سعادة والأهم إنهم يكونوا أطفال.